بعد تجربة ثرية ومتجددة انتهت الفترة النيابية للمجالس البلدية المنتخبة، التي امتدت لخمس سنوات 2018-2023.
على المجالس البلدية، التي تحملت هذه المسؤولية، أن تشعر بالفخر لأنها تمثل أول مجالس محلية منتخبة عن طريق الاقتراع الحر والمباشر،
أن تشعر بالفخر أيضا لأنها أول من باشر تطبيق الصلاحيات المنبثقة عن مجلة الجماعات المحلية وقادوا إدارة الشؤون البلدية في إطار التدبير الحر والاستقلالية المحلية.
خاضت هذه المجالس المنتخبة أيضا تجربة اكتشاف الواقع اليومي للعمل البلدي، والذي لم يكن من السهل الإلمام بأدق تفاصيله، لكن مرافقة ودعم الكفاءات الإدارية للبلديات كانت عاملا فارقا في نجاح عمل مختلف اللجان البلدية. كما أن الانخراط المواطني في العمل البلدي في إطار الديمقراطية التشاركية مثّل أهم آليات الدعم والمساندة للعمل البلدي.
خلال هذه السنوات الخمس، الكثير من المشاريع والمبادرات المتجددة رأت النور رغم المصاعب والعوائق، التي جعلت من المجالس البلدية غير قادرة في بعض الأحيان عل تلبية انتظارات المواطنين بسبب ضعف الموارد والإمكانيات المتاحة لها.
لقد مثلت هذه المدة النيابية تجربة ثرية لتبادل الخبرات والتجارب في إطار تنوع المجالس البلدية، وساهمت أيضا في خلق فضاءات للحوار والعمل المشترك، فالكثير من القرارات المهمة والمسؤولة تم اتخاذها من خلال النقاشات المفتوحة على الميزانيات البلدية مع المواطنين.
ستظل هذه السنوات الخمس راسخة في تجربة الديمقراطية المحلية التي برهنت أن البلدية هي مفتاح التنمية المحلية هدفها خدمة المواطنين والاستجابة لاحتياجاتهم.
وفي هذا السياق تتوجه الجامعة الوطنية للبلديات التونسية بشكرها لكل المستشارين البلديين ولكل رئيسات ورؤساء البلديات الذين تولوا هذه المسؤوليات. كما تعبّر عن شكرها للسادة الكتاب العامين ولإطارات الإدارة البلدية، المصالح الفنية، الأعوان الذي دعموا ورافقوا عمل المنتخبين والذين استلموا اليوم مهام إدارة الشؤون البلدية.
إن البلدية بمختلف مكوناتها عملت وما تزال تعمل على تحسين ظروف عيش متساكنيها. لأن الإلتزام والانخراط في العمل البلدي هو أسمى مظاهر التضامن والدفاع عن المصلحة العامة.
إن الجامعة الوطنية للبلديات التونسية ستواصل، حسب ما ينص عليه نظامها الأساسي، التزاماتها تجاه البلديات لمرافقتها وتحسين خدمتها الموجهة للمواطنين وترسيخ الديمقراطية المحلية.
وللإشارة فقد تمت عمليات تسليم المهام في جل البلديات التونسية بين السادة والسيدات رؤساء ورئيسات البلديات والسادة الكتاب العامون للبلديات بكل سلاسة وفي إطار احترام الإجراءات القانونية.
وقد جرت هذه العمليات في كنف الإحترام المتبادل بين المجالس البلدية المنتخبة والإدارة البلدية الذين عملوا على مدى الفترة النيابية 2018-2023 بصفة مشتركة ومتكاملة بهدف تحسين الخدمات وتنمية المناطق البلدية إقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وبيئيا ومواطنيا
تحية شكر وتقدير لكل القائمين على المؤسسة البلدية من مجالس منتخبة وإطارات وأعوان.